سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى سيف البحر
* عن جابر ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً قبل الساحل وأمر عليهم أباعبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة . قال جابر : وأنا فيهم .
فخرجنا حتى إذا ببعض الطريق فنى الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع كله ، فكان مزودى تمرا، فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فنى ولم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة ،قال : فقلت : وما تغني تمرة ؟ فقال : لقد وجدنا فقدها حين فنيت!.
قال :ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب قال : فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة ، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ، ثم أمر براحلته فرحلت ثم مر تحتها فلم يصبهما .
غريب القصة :
- قبل الساحل : أي جهته .
- يقوتنا : أي يعطينا من القوت ، والظاهر أنهم شركاء في طعام مخصوص .
- الظرب : الجبل الصغير .
- راحلته : أي بعيره .
الفوائد والعبر :
1- تضحية الصحابة والجهاد في سبيل الله .
2- إرسال الخلفاء والسرايا إلى أرض العدو والتأمير من السرية واثق أهلها ( قالة ابن عبد البر في التمهيد ) .
3- الإمارة توحيد للرآي وإغلاق لباب الاختلاف .
4- التخطيط والتنظيم من علامات الإدارة الناجحة .
5- مشروعية خلط الزاد في السفر والشركة فيه .
6- فضيلة الإيثار وذلك يظهر في تقديم كل واحد ما عنده من زاد ، وفي هذا من البر والمواساة .
7- المواساة واجبة بين المسلمين بعضهم على بعض إذا خيف على البعض التلف ، فواجب أن يرمقه صاحبه بما يرد مهجته ويشاركه فيما بيده ( قاله ابن عبد البر ) .
8- حل أكل ميتات البحر .
9- عظم مخلوقات الله سبحانه وتعالى .